top of page

🇧🇴 بوليڤيا…شاي وقهوة وكوكايين

  • Writer: Mostafa Farouk ابن فضلان
    Mostafa Farouk ابن فضلان
  • Aug 17, 2020
  • 4 min read

Updated: Aug 31, 2020


🇧🇴 بوليڤيا…شاي وقهوة وكوكايين

بوليڤيا متنوعة جداً بين أقاليمها التسع، أزياء ورقصات وأطعمة ولعل أكثر ما يميزها أنها أكثر دولة في العالم الجديد لازال يحتفظ بوجهه الأصيل فجل سكانها من أهل الأرض الأصليين (آبوريچينيس، أو كما يسميهم الرجل الأبيض شاحب الوجه "الهنود الحمر") حتى أن محطات التلفريك كلها مكتوب اسمها باللغة المحلية بخط كبير وتحتها بخط أصغر بلغة الثقافة الجديدة الوافدة الإسپانية، فالمستيزوس هنا قليلون (المولّدون من أصول إسپانية غالباً) والتلفريك كما ذكرت آنفاً ليس لغرض سياحي بل يربط أجزاء المدينة كلها من أول مدينة الألتو حيث المطار وحتى كل نقطة في لاپاز، وهو وجه مشرق جداً للمدينة منتهى النظافة والنظام وجمال التصميم، ولذا أقترح لمن أراد أن يرى المدينة بحق لابد له من جولة فيه، وسترى المدينة كلها بجمالها وأمعائها حتى مصانعها ومبانيها العسكرية واستحكاماتها ونظام الصرف المكشوف -لصعوبة دفن المواسير من خلال هذه القمم الجبلية التي تعلوها المدينة المعلقة وتتفرق شوارعها على مستويات عديدة، فضلاً على أن يمتد على أرضها غير المستوية نظام مترو أو قطار عادي! وأعترف أن أصعب قيادة رأيتها في حياتي كانت هنا في لاپاز، فكانت دمجاً بين لعبتي السيارات في الملاهي لكن بدرجة أصعب مع لعبة الدودة Achterbahn التي تصعد فيها الشوارع بدرجة تبلغ عنان السماء بدرجة أنك قد تتقاطع مع مدارات الأقمار الصناعية ثم في ذات اللحظة تهبط منحدرًا يهوي بك بعجلة السقوط الحر 9,8 حتى طبقة الأيونوسفير! أضف على هذا سلوك الميكروباصات وسيارات الأجرة (التاكسيات) كلاهما يحرص على تحميل أو إنزال ركابه وسط الشارع بل وفي تقاطعات الشوارع والميادين، ولتكن صبورًا جداً لأنه على ما يبدو أنه ثمة تقليد مقدس لديهم إركاب الناس وسط الشارع ولو أنت في مرتفع من هذه المرتفعات التي أقسم أن بعضها قد يصل لسبعين أو أكثر من سبعين درجة، بعضها فوق بعض، في اتجاهات مختلفة، بزوايا تكاد تكون قائمة، فعليك بالمكابح قدم ويد طبعاً وحين تستأنف المسير في لحظات إياك ثم إياك أن تسقط السيارة منك للخلف سواء على الناس التي تشغل كل حيز من فراغ ويتقاطرو عبوراً دون أي نظر، أو على السيارات التي تلتصق مغناطيزياً في مؤخرتك كمتحرش قذر، ملخص الصورة أنت لا تقود مركبة فوق مرتفعات وإنما أنت مربوط على ظهر أنثى صرصور تمشي على الحائط في وسط موسم التزاوج وتحاول حماية ظهرك وما استطعت من جسدك من تدافع ذكور الصراصير من حولك على نفس الجدار وكلهم "فرج"! والله وقت تسليمي السيارة دون حوادث تقريباً كنت فرحاً وكأنني ولدت لتوي من جديد، وأظن أن القيادة في لاباز ستنضم لباقة الكوابيس التي تداهمني، تماماً ككابوس دخولي إمتحان الثانوية العامة متأخرًا ومحاولة كتابة أي شيء في الورقة قبل سحبها، والذي لم يحل عني حتى يومنا هذا، رغم مرور أكثر من ربع قرن على هذا الحدث وعدد الامتحانات التي تقدمت لها سواء أكاديمية أو غير أكاديمية في مصر وألمانيا وبلجيكا ليست قليلة وفي مجالات عديدة، إلا أن كابوس امتحان الثانوية هذا لا يبارحني، وكذلك ستكون قيادتي في بوليڤيا في هذه الأيام الخمسة! ومن التنوعات الفريدة هنا، تكوينات بركانية تعرف بوادي القمر Vale de la Luna أو للدقة هي فوهة بركان خامد وكل اللاڤا التي تمشي بداخلها متحجرة ويشقها بعد النباتات الشوكية أو الزهور! وتستغرق ساعة على الأقل تسلقك هذه السلالم تحت شمس لاپاز وما أدراك شمسها، حتى علق صديقي بأن وجهي محروقاً اليوم عن أول أمس! أنا: كيف يا رجل وأنا لم انزل البحر سوى في المحيط الهادي قبل ما آتي بوليڤيا أصلا، لكن تذكرت أن طبقة الأوزون هنا من أرق المناطق على الأرض، وارتفاعك لأكثر من 4000 متر عن سطح البحر يجعل الشمس لك جارة من الجيرة والجور معاً! ومن أجمل المتاحف التي زرت، وأغلبها موزعة قرب كنيسة سان فرانثيسكو وسط البلد بالمدينة القديمة la ciudad antigua ذات الطراز الكولونيالي الاستعماري: متحف الآلات الموسيقية في شارع خايين، خاصة قاعة ٨ الخاصة بآلات من العالم، حيث تجد كماً مهولاً من الآلات خاصة الوترية، بعضها معروف والآخر أراه لأول مرة في حياتي، لكن كالعادة تجد أخطاءاً في نسب معظمها فمثلاً العود العربي الأصيل بتاع الفارابي وزرياب وإسحق الموصلي، تجدهم ينسبونه لليونان!! وآلة الجنك (الهارپ) المصرية الأصيلة تنسب إما للأيرلنديين (الكلتيين) أو حتى لإسرائيل التي تستخدمه على عملاتها منذ الثمانينات، دون ذكر لمصر ناهيك عن آلة الأرغن، التي اخترعها المصريون في القرن الأول الميلادي بالإسكندرية ثم غزت كنائس العالم كلها غرباً وشرقاً دون أن يشار لمخترعها ومحدثها منذ مرحلة الأنابيب المائية ثم استبدالها بأنابيب الهواء لكن ليس هذا مشكلة البوليڤيين أو غيرهم وإنما مشكلة الملاحق الثقافية الموجودة بكل هذه الدول التي تتداول كثير من الأخطاء التاريخية والعلمية في متاحفها! ونمى لعلمي أن الدولة العربية والإفريقية الوحيدة التي لها سفارة في لاپاز هي مصر، بينما اكتفت باقي الدول بمكاتب تمثيل في البرازيل القريبة مثلاً لتقوم بأعمالها في بوليفيا. متحف الإثنوجرافية والفلكلور ومتحف الكوكايين -طبعاً فأنت في رابع دولة في إنتاجه عالمياً- وتستطيع تتبع تاريخ صناعته وتداول الناس له بسهولة في بدايات القرن كمعاجين للأسنان ونقاط لعلاج الصداع وزجاجات مشروب الكوكاكولا الذي حمل اسم هذه الزهرة وكافة منتجاته سواء كشاي أو حلوى كبونبون وكراميل وشوكولاتة* كلها بخلاصة نبات الكوكا وتحتوي على الكوكايين بنسب ما، وتستطيع شرائها بثمن زهيد جدا. وبطريقة قانونية تبدأ من 10 بوليبيانوس و25 بوليبيانوس للأنواع الفاخرة، أو حتى أوراق الكوكا نفسها في أكياس بخمسة بوليبيانوس (خمس جنيهات تقريباً) وتستهلك منها ماشئت طول وجودك على الأراضي البوليڤية لكن بمجرد مغادرتك يفضل أن تتخلص منها كهدية أو تتصدق بها على من شئت، كي لا تقع في مشاكل حين دخولك دول أخرى تحرمه قوانينها! وكذلك تجود القهوة المزروعة هنا من الصنف العربي الشهير Arabica وهي ذات حموضة أعلى من جارتها الكولومبية، لكن الجديد أني وجدتهم يستخرجون منها أو تحديداً من قشرتها التي يسمونها "سلطانة" Sultana نوعاً من الشاي! ياله من paradox شاي قهوي أم قهوة شايية ويطبخونه دون سكر مع قليل من القرفة، فيخرج عسجداً كأنه الذهب المسال مداعبًا أنفك برومة القرفة فيه! ملحوظتان: * يستخدم الإسپان كلمة تشوكولاتيه chocolate -في الدارجة بين الشباب- بمعنى آخر عن هذه الحلوى المعروفة لوصف القنب الهندي (الحشيش) ولا أظنه تأثراً بوصف إسماعيل يس (بن حميدو) "تكونش شوكولاطة، يا باز أفندي؟!" أما هذه الشوكولاتة هنا في بوليفيا فقد جمعت بين الحسنيين أو المكيفين (سيروتونين الشوكولاتة، وكوكايين الكوكا) * لسنا هنا لنرغب الناس في المكيفات أو نشجعهم على استهلاكها فكل لنفسه وصحته رقيباً وحسيباً لكنه جزء أصيل من ثقافة هذا الشعب وتاريخه، وإن لم أتناوله لكان وصفاً ناقصاً غير أمين.

Comments


10 resons2Travel

© 2020 Created by Ibn Fadlan

  • Facebook
  • Twitter
  • Trip Advisor
  • Instagram
  • YouTube
  • Vkontakte
  • LinkedIn
bottom of page