🇧🇴 بوليڤيا بلد عجيب غريب وطيب ...لاپاز المدينة المعلقة ٢
- Mostafa Farouk ابن فضلان
- Aug 17, 2020
- 3 min read
Updated: Aug 31, 2020

🇧🇴 بوليڤيا بلد عجيب غريب وطيب لاپاز المدينة المعلقة ٢ في سوق الساحرات ذهبت وقابلت صديقي البوليڤي ذا الأصل المصري الذي ساعدني كثيراً ودلني على دواء لحالة نقص الأكسجين هذه فسارعت لإحضاره من الصيدلية، رغم أنني من أكسل خلق الله وأخوفهم في تناول الأدوية ولو كانت أسپريناً، فقط إن كانت ضرورة قصوى، لكن وجدتني اشتريت شريطاً عدد حباته بعدد أيامي هنا، وإن كان لم يمنع الأرق واستيقظت في الثالثة لأكرر هذه الأسطر! وبعد تجربة غداء بوليڤية أو بالأحرى سانت كروثية -نسبة لمدينة سانتا كروث في شرق البلاد وتبدو أنها ثرية ثقافياً بالقدر أن يكون لها مطبخاً خاصاً بها بهذا التنوع وأعجبني منه كايپيري (طبق من لحم الأبقار في مرق مالح بعض الشيء) والأرز بالجبن Arrúz con queso ويقدم في حالة سائلة قد لا تعجبك لكن لو نسيت الشكل وركزت مع الطعم فهو مستساغ جداً إلى جيد. وكمشروب توقعت أن أجد التشيتشا مورادا Chicha morada تعرفت إليه في الجارة پيرو من قبل وهو يعد من الذرة البنفسجية (لونها بنفسجي قاتم يميل للسواد) ويغلب القرنفل على رومته، ورغم معرفة أهل بوليڤيا له أيضاً إلا أني وجدته معلباً فقط وليس طبيعيًا كما عهدته عند جيرانهم فاخترنا مشروباً آخر هو منقوع البرقوق المجفف، يشبه الخشاف الذي يعرفه المصريون في رمضان، أو الكومپوت Компот عند الروس والأوكران. ويحمل مطبخهم اسماً دارجاً يوصفون بهم من منافسيهم أهل لاپاز la cuisine del Camba فكل سانت كروثي لدى أهل لاپاز هو "كامبا" وكذلك كل لاپازي هو "كويّا" Colla ويبدو أن تنافسهم الذي نعرف مثيله في أغلب البلاد، (أهل القاهرة والإسكندرية في مصر أهل ليڤرپول ومانشستر في إنجلترا أو الباڤاريون وباقي الألمان…إلخ) ذا قصص طريفة لكنني لم أسبر أغواره بعد. وبعد الغداء توجهنا لتناول القهوة الكولومبية الزكية الطعم والرائحة والمبهجة اللون للتغلب على هذا الصداع اللعين الذي يسببه قلة الأكسجين ومن ثم ذهبنا قبل أن يجن الليل لما يعرف بسوق الساحرات Mercado de las Brujas حيث تباع تذكارات سياحية كذلك من عرائس تقليدية من القماش يسمونها تشوليتاس Cholitas وتمثل المرأة البوليڤية في زيها التقليدي ذي الألوان الزاهية والقبعة المميزة -والتي اندهشت بالأمس حين سمعت أن الإيطاليون هم من أدخلها للبلاد قديماً لكنها لم تعجب الرجال هنا وارتدتها النساء، ومنذئذٍ صارت رمزًا للمرأة البوليڤية! وأوراق نبات الكوكا للمضغ وشايه ومعداته كنت ذكرتها آنفاً في رحلة الأرجنتين/الأوروغواي وكما ترى هذه التذكارات البريئة التي تباع لأغلب السياح أو أنواع كثيرة من الحبوب والبقوليات تقوم مقام التسالي والمحمصات طبعاً للذرة نصيب الأسد فيها بل وحتى الفول بتاعنا رفع الله ذكره أو بالأحرى الباجلاء العراقية لأنه عملاق الحبة وجدته بينهم حاضراً في شموخ، وهم يحمصونه بطريقة ما تجعله أشبه بأبي فروة (الكستناء/القسطل) لكنني جربت عصياً يعدونها من عجين الترمس Lupino/Tarhui وكذلك تجد الغرض الأساسي من السوق والذي حمل الاسم بسببه، كل ما يخطر على بالك من حيوانات محنطة (خاصة حيوانات الياما والپاكا والبيقونيا llama, alpaca y vicuña، وكلها في نظرنا معاشر سكان العالم القديم مجرد حيوان من الفصيلة الجملية وجمعناها تحت الاسم الذي نطقه الإنجليز خطأً بالألم في أوله "لاما" وشاع الخطأ في كل اللغات والثقافات التي أخذته عن الإنجليزية وهي تبصق في حربها أو عند إحساسها بالخطر على أعدائها وكفى، لكن أوصافها وخاصة من البيقونيا ذات جودة عالية تشبه صوف المورينو Moreno ويصل أثمانها لأرقام كبيرة! وقصة الحيوانات المحنطة تلك أو هياكل صغارها العظمية هي مؤلمة ومخيفة في الوقت ذاته، حيث شيوع فكرة القرابين البشرية في هذه الحضارات قديماً الذي كنت أظنه تقولاً عليهم من المستعمر الغربي إلا أن يبدو أنها لازالت موجودة وإن كانت في كثير من الأحيان استبدلت بهذه الحيوانات المسكينة لاسترضاء آلهتهم القديمة أو لجلب الحظ والحماية من الشرور، لكن لازالت تروى قصص عن أن كثير من سكيري الشوارع يختفون، حيث يغرر بهم من ينوي تشييد عمارة أو بناء جديد ويقدمون لهم المزيد من الشراب حتى يغيب عقلهم تماماً وتخور قواهم ومن ثم مقاومتهم، فيرمى بهم أحياء إلى صبة الإسمنت وترتفع الأساسات والقواعد فوق هذا القربان البشري! وبرغم نشر الإسپان الكاثوليكية هنا بالإبادة والقهر إلا أن كثير من السكان المحليين هم كاثوليكيو الظاهر ويحملون عقائد الأجداد في داخلهم، مما حدا بإحدى معارضات الرئيس المنفي إيبو موراليس -والتي نصبت نفسها رئيسة للبلاد ليومين- أن صرحت بأن السكان الأصليين هم وثنيون ويشتغلون بالسحر وليسوا كاثوليكاً خلصاء! (الصورة من نفس نافذة نزلنا في وسط المدينة المعلقة لاپاز ليلاً) #بن_فضلان_في_بلاد_البوليڤيان
Σχόλια