🇧🇴 بوابة الشمس ولعنات الپاتشامامّا Tiahuanaco
- Mostafa Farouk ابن فضلان
- Aug 17, 2020
- 3 min read
Updated: Oct 29, 2020
🇧🇴 بوابة الشمس ولعنات الپاتشامامّا بدأت اليوم بحل بعض المعضلات والاتصالات، ثم زيارة سريعة لسوق الفاكهة في الحي الذي أسكنه حيث حملت ما استطعت من موز يكفي قرد بالغ في رحلة خلوية حتى بحيرة تيتي كاكا على الحدود الپيروڤانية! وبدأت بخطأ تراءى لي للوهلة الأولى أنه بسيط لكنه كان نافذاً وغير مجريات الرحلة ومن ثم اليوم الذي بعده بالجملة، فكنت أنوي الذهاب للبحيرة نعم والتي لها معي ذكريات مريرة منذ رحلة الپيرو قبل ثلاثة أعوام، فقلت الحمد لله طالما نجاني الله من الكرب آنذاك حياً أرزق فأزورها اليوم من الجنوب من بوليڤيا، لكن لا يضر توقف سريع في موقع أثري هو الأهم في شمال بوليڤيا وهي العاصمة القديمة "تيواناكو" حيث أطلال هرم قديم كانت تقدم فيه القرابين البشرية وبوابة الشمس La Puerta del Sol وتمثال إلهة الأرض الشهيرة پاتشامامّا والتي يقدسها الفلاحون كثيراً وينسبون لها الحصاد كذلك (للمقارنة عند المصريين القدماء هو يقوم بأدوار كل من (أوزيرس رب رئيسي وللتربة الخصبة وجِبْ إله الأرض، ورنّوت ربة الحصاد معاً) وتزيد على هذا بأن تتحول لتنين ينزل اللعنات إلى المغضوب عليهم وقد تحدث الزلازل، لذا خطبوا ودها دائماً بقرابين من حيوانات الياما (اللاما) وكانت كذلك زوجة للإله الأهم في حضارة الإنكا "إنتي" (قرص الشمس) الذي تعرفه في أعلام الأرچنتين والأوروغواي وعلم قديم للپيرو أيام استقلالها وضعت في الجوجل ماپس "بحيرة تيتي كاكا" -أعلى بحيرة ماء عذب في العالم على ارتفاع ستة آلاف متر فوق سطح البحر- ووصلت لها أخيرا بعد اشتياق الأعوام الثلاث- لكن وجدت أنني دخلت لها من الغرب لا من الشرق، فصارت المعدية التي قصدتها على بعد ثلاثة ساعات ونصف من موقعي (تباعدت)!! يعني تقريبا لابد من العودة للاپاز ثانية وأخرج من مخرج آخر في المدينة التي أتيت منها وبيني وبين الحدود الپيروڤانية ثلاثة كيلومترات!! ومن الضجر من نفسي وما أفعله بها أحيانًا قلت خلاص ها أنا ذا معي جواز سفري ولم أتركه بالبيت فلأعبر وألتف على البحيرة وأدخل من أي عبارة شمالية من پيرو نفسها المنظمة سياحياً كثيرا عن جارتها الجنوبية! لكن ذهبت سكرة الانتصار الزائف وجاءت الفكرة، وكيف ستعبر يا ذكي ولم تستخرج تصريحاً من شركة ايجار السيارات أنك ستعبر الحدود فالتأمين لن يغطيك فيها هذا إن عبرت بالسيارة من أصله! فقلت الأمر لله، فلأذهب للموقع الأثري في Tiwanaku وغدًا أخرج من المخرج الصحيح من المدينة وأضع العبّارة نفسها كهدف في الجوجل وليس اسم البحيرة وكفى كما فعلت اليوم بساذجية قروي بسيط. الحمد لله قمت بزيارتي للموقع المتواضع جداً رغم احتوائه متحفين أحدهما للتماثيل الحجرية والآخر للفخار والأواني وبعض أدوات مع مومياء وحيدة، ثم موقع الهرم البائد هو محض أطلال! فقط بوابة الشمس وتمثال الپاتشامامّا، الذي تصورت معه في المتحف خلسة -رغم منع التصوير منعاً باتاً سواء بفلاش أو بدون، مستغلاً أنتخة الموظفين والحراس خارج المتحف!! وأرى هذا كأثاريّ سابق ليس له أية تأثير على تماثيل حجرية فلم نلمسها ولم نستخدم فلاشاً، لكن يبدو أنني أغضبت الپاتشامامّا نفسها وستدير لي وجهها التنيني عند زوال الشمس، لم آبه لتخيلاتي الخزعبلية، وقلت الحمد لله بهذه الزيارة يتبقى موقع أثري واحد لي في هذه البلد عند نهر الأوتشابامبا في الجنوب الشرقي؛ فرضيت من الغنيمة بالإياب وبضع صور على أن أنتبه في اليوم التالي أكثر، وشربت قهوتي في طريقي لمحطة البنزين لأجد المفاجأة، أو لنسمها سخافة آخر اليوم: رغم الاتفاق مع الدويتشه بنك الذي غير لي كارت الإتمان بأن القديم سيظل يعمل مدة ٤٥ يوم بعد التغيير وهذه كافية حتى عودتي، فوجئت في محطة البنزين أن الكارت لا يعمل وظننت على خلفية تجارب مشابهة خاصة في هذا البلد أن العامل ليس له الخبرة الكافية للتعامل مع الكارت ولعله حاول ادخال الPIN بنفسه قبل الرجوع لي، لكن الخطأ كان عند البنك الذي قام بإلغاء الكارت بالفعل بدءاً من اليوم ٣ في الشهر، دون الرجوع لي في تسريع الإلغاء من تلقاء نفسه، أو لعلها الپاتشامامّا اللعينة استخدمت نفوذها لدى البنك! ويحدث كل هذا وأنا في وسط أحراش بوليڤيا! لكن لستر الله كان معي بعض وريقات نقد (كاش) دفعت به ثمن البنزين، والحمد لله البنزين هنا رخيص حوالي 47 سنت للتر، لكن ورائي سفرٌ قاصدٌ غداً في وادٍ غير ذي زرع ليس فيه أية بنوك أو ماكينات صرافة وارتفاعه ستة آلاف متر فوق سطح البحر! إذاً فسأقتصد في مصاريفي أكثر مما أفعل واكتفي بثمرة الپاپايا الباقية في المنزل كإفطار وغداء ولأستخدم كوب الشاي من ماء مغلي بالمنزل مقدماً بدلاً من قهوة خوان بالديز اليومية اللذيذة، حتى نرى حلاً بإذن الله.
留言