top of page

🗿الطريق إلى الپاسيفيك 1 جزيرة الفصح (راپانُوي)

  • Writer: Mostafa Farouk ابن فضلان
    Mostafa Farouk ابن فضلان
  • Aug 16, 2020
  • 3 min read

Updated: Aug 31, 2020


ree



🗿 الطريق إلى الپاسيفيك 1 جزيرة الفصح (راپانُوي) منذ ثلاثة أعوام، أي مذ تركت عملي في البنك عن طيب خاطر وكنت أفكر في السيد پول جوجان، الرسام الفرنسي الشهير وكيف ترك مهنته كبانكيير في پاريس والكومفورت زون -ولكل منا comfort zone نسبية، حيث تسكن إليها وقت إحساسك بالخطر أو تحس أنه بتركك إياها ستتخطفك الجوارح وتأكلك السباع وينهشك كل ذي ظفرٍ وناب -حتى ولو كان ذلك متوهماً في داخلك، فكنت أعاني في اخر ثلاثة أو أربعة أعوام من عملي لكن مبدأ عدم المساس بأي نظام يسير ولو بالكاد Never Touch a Running system يجعلك مقيداً لأن تتخذ أي خطوة جريئة أو تبدأ مغامرات غير محسوبة، لكن جوجان فعلها وهاجر لجزيرة تاهيتي، حيث حقق ذاته ورغباته بحياة بسيطة بلا ضغوط ونوم بلا أرق في جو بحري مشمس غير كئيب وكسب خبز يومه برسم لوحات لفتيات تاهيتي الجميلات تحت الشمس، والتي لولاها لما سمعنا عن السيد جوجان وصار رمزا لكل متمرد على الرتابة والجمود وما يظنه الناس جنوناً قد يكون هو عين العقل لتنقذ ما تبق من حياتك أنت ولا تهلك فيما يرونه هم من الخارج كسعادة أو نجاح، لكنك ترى الحياة كل الحياة في بعدك عن وهم الكومفورت زون هذا. وبما أن ذوقي لا يتفق بالضرورة مع ذوق السيد جوجان في أمر النساء ولم أر أيهن جذابة -وفق پورتريهاته- بالقدر الذي يحرك بن فضلان كل هذه الفراسخ والأميال، فقررت أن تكون أول زيارة لجزر المحيط الهادي لجزيرة طالما أثارت الحس الأثري لدي وفضولي المعرفي، "جزيرة الفصح" Isla de Pascua فهي مليئة بالأسرار ومحاولات التفسير لحضارة بائدة تركت ورائها هذه الأصنام الطوطمية الملغزة دون سطر واحد أو نص يدلنا على شيء، ويحاول العلماء حتى اليوم تقديم تفسيراً مقنعاً، تماماً كما يفعلون مع منجزات حضارات المصريين والپيروڤانيين في التشييد والبناء وكالعادة كان هناك فريقٌ من المفكرين الكسالى الذين ارتكنوا على شماعة الفضائيين، في تفسير أية ابداع يرونه خارقًا، أو لعله استعلاءاً معهود من حضارة الرجل الأبيض الذي لا يستطيع تقبل فكرة أن هناك حضارات متقدمة سبقته أو ذات تقدم لم يبلغه هو إما مطلقاً أو بعد مئات أو آلاف السنين. وهناك من حاول تفسير كنهة أو وجود هذه التماثيل المشيدة في ضوء ماتراكم لدينا من علوم إنسانية، وهؤلاء من أقدرهم وأميل لهم، حتى وفقت في العثور على باحثة أثرية بلجيكية تسكن الجزيرة منذ فترة واتفقنا على أن تكون مضيفتي ومرشدتي فترة اقامتي القصيرة في هانجا رووا (عاصمة راپانوي) فهل هي مجرد أصنام كانوا عاكفين عليها ويهابونها كمقدس ويطلبون منها حاجاتهم أم كانت مجرد حيلة لإخافة أهل الجزر المجاورة ألا يغيرون عليهم (شيء مثل مبدأ خيال المآتة spaventa passoli لحراسة الحقل من الطيور المخربة) لكن بالنظر لوضعية هذه التماثيل العملاقة واستدارتها للداخل معرضة بظهرها عن البحر، يجعلك تتسائل هل وضعوها لإخافة أهل الجزيرة أنفسهم، فحين تظهر ظهرك للقادم ليس كأن تكون في وضع ترقب واشتباك. لم تكن للشمس مركزية او للجهات الأصلية أثر لدى هذه الحضارة فتجد منجزها الأهم (تماثيل الموأي المو-آي) كلها ظهرها للبحر، في أية جهة كان فهي تتبعه رغم أن لهذا القرص العظيم بالغ الأثر في تفكير القدماء ديناً وفناً وفكراً تجده في كل الحضارات القديمة (مصر والإغريق والأزتيك والمايا والهند…إلخ) ، يكاد يكون عمود خيمة كل هذه الحضارات التي أنضجت الشمس بأشعتها عقول أبنائها وجلودهم وحصائد أرضهم، فتجدها حاضرة في الأساطير والطقوس وتخصيص إله على الأقل كهليوس عند الإغريق أو عدة آلهة لمنازلها كما عند المصريين القدماء كالجعل خِبِرْ والقرص ذاته رع والرجل الناضج أتوم/تِمْ يحمل كل منها صفات تتفق مع هذه المنازل أو آتون في عليائه واحد لاشريك له بل والفكر الديني الناضج في إدراك البعث بعد الموت والعودة مرة أخرى مثل هذا القرص، الذي يهل بالنور إيذانا بيوم جديد واستئناف الحياة والسعي للبشر والحيوان حتى تجد بعضها يهلل لشروقها رافعا يديه للسماء كقردة البابون فظنه المصريون صلاة تقدم، فأكسبت هذا الحيوان قداسة فالقمر والشمس دائبي الحركة -حتى إن غاب أحدهما أو كلاهما تجد طقوساً ما أوصلوات وقفت وأُقتت- مما دعى لوضع التقاويم لضبط الحياة على الأرض وتسير وفق نظام سليم، يساعدهم على ضغط كل شيء من زراعة الأرض لتحديد مواقيت الحصاد والصيد والزواج واحياء النسل والأعياد، صار الإنسان لا يقدم على بدء عمل صغير كان أو كبير والانتهاء منه أو اعتناء بذاته وبأسرته أو حتى شن الحرب وكافة القرارات المصيرية إلا بالاستئناس بالقمر والشمس والارتباط بها بشكل ما إما باستشارتها مباشرة بالكهانة والعرافة أو تحديد مواعيدها في الروزنامة أو في الآوتلوك! لكن ترى كيف كيف كانت هذه الطقوس أو تعامل أهل الجزيرة معها؟ للأسف لم يتبق لنا سوى شهادات الأوروبيين الأوائل الذين لم يكونوا مهتمين بتدوين وتوثيق قدر اهتمامهم بالسلب والنهب وتغيير هذه الحضارات التي استعلوا عليها بحجة المدنية وأول ما فعلوا لمسخ هويتها أنهم لم يستخدموا اسم الجزيرة كما نطقه أهلها "راپا نُوي"، بل خلعوا عليه اسماً من ثقافة المستعمر "جزيرة الفصح" لمجرد أنهم وصلوا إليها في يوم عيدهم تماماً كما فعل روبنسون كروزو مع المواطن في الجريرة التي وصلها وأسماه "فرايدي" لمجرد أنه قابله يوم الجمعة. وهذه الرواية لدانييل ديفوي كانت مبررة في العقل الجمعي الغربي للحركة الاستعمارية ومنحها غطاءًا شرعيًا أو بعداً انسانياً لتستسيغه الشعوب المغلوبة أفارقة كانوا أو هنوداً أو كريوليون أو آسيويون! #بن_فضلان_في_بلاد_الشيليان #تشيلي #جزر_الفصح #الطريق_إلى_الپاسيفيك

Comments


10 resons2Travel

© 2020 Created by Ibn Fadlan

  • Facebook
  • Twitter
  • Trip Advisor
  • Instagram
  • YouTube
  • Vkontakte
  • LinkedIn
bottom of page